في واحدة من أكبر مفاجآت بطولة كأس العالم حتى الآن، تمكن المنتخب السعودي من الفوز على نظيره الأرجنتيني أحد أقوى المرشحين للظفر بلقب هذه النسخة، بنتيجة هدفين لهدف واحد، في المباراة التي احتضنها ملعب لوسيل صباح اليوم الثلاثاء
وتمكن منتخب السعودية من قلب النتيجة لصالحه في الشوط الثاني بعدما
انتهى الشوط الأول أرجنتينيا بهدف ليونيل ميسي من ضربة جزاء، ليحصد الأخضر أول
ثلاث نقاط ويتصدر ترتيب المجموعة الثالثة، كما أنه حقق الفوز الثاني على التوالي
في كأس العالم باحتساب آخر فوز على المنتخب المصري في نسخة 2018 بروسيا
شوط أول بسيطرة أرجنتينية وأهداف مرفوضة
دخل المدرب ليونيل سكالوني بخطة 4-2-3-1 ضد منتخب سعودي اختار
مدربه هرفي رونار نهجا تكتيكيا مغايرا يعتمد على 4-4-1-1، وبدا التفوق الأرجنتيني
واضحا من البداية مع هدف أول في الدقيقة التاسعة من ضربة جزاء ترجمها بنجاح ليونيل
ميسي، الذي أصبح بالمناسبة خامس لاعب يسجل في أربع نسخ مختلفة من كأس العالم
بعد الهدف الأول، تواصل المد الهجومي لرفاق ميسي مقابل تراجع
للسعوديين، الذين لم يقدروا على خلق فرص واضحة طيلة الشوط الأول، بعدما تحكم ثنائي
الوسط دي بول وباريديز في زمام وسط الميدان وكانا يسترجعان كل الكرات بسرعة
وتحويلها إلى الهجوم سواء عبر الأطراف وتمريرات في العمق وراء المدافعين، والتي
نتج عنها ثلاثة أهداف لكن تم رفضها بداعي التسلل
رغم عدم توازن المنتخب السعودي في الوسط والهجوم وعجزه عن تكوين
جمل تكتيكية والوصول لمرمى الأرجنتين، إلا أنه دافع بشراسة عن مرماه وكانت مصيدة
التسلل التي اعتمدها في صالح في العديد مم المناسبات، بحيث في الشوط الأول فقط
كانت هناك سبع حالات تسلل ضد الأرجنتين
شوط ثاني مغاير وانتفاضة سعودية
بعدما نال المنتخب السعودي مراده في الشوط الأول بعدم تلقي أهداف
أخرى، فاجأ المهاجم صالح الشعري دفاعات الأرجنتين في الدقيقة 48 بتوغل في مربع
العمليات وضع من خلاله المرة في الشباك على الجهة اليسرى للحارس مارتنيز معلنا عن
هدف التعادل
وبعدها بأقل من عشر دقائق سجل سالم الدوسري هدفا ثانيا للسعودية من
تسديدة قوية استقرت في سقف المرمى الأيسر، وهو ما حرك المدرب سكالوني لإجراء ثلاث
تغييرات دفعة واحدة في الخطوط الثلاثة، حيث أقحم كلا من ليساندرو مارتنيز في
الدفاع مكان كريستيان روميرو والمهاجم جوليان ألفاريز مكان بابو غوميز ومتوسط
الميدان إنزو فرنانديز مكان لياندرو باريديز
وقد تحول منتخب الأرجنتين إلى اللعب بخطة 4-1-3-2 بمهاجمين صريحين
في الأمام، وجناحين وصانع ألعاب خلفهما، وديبول وحيدا في الارتكاز، ولم يأتي
التغيير الأول للسعودية حتى الدقيقة 78 بدخول المدافع سلطان الغنام مكان المهاجم
صالح الشهري مسجل الهدف الأول، ويتحول النهج التكتيكي إلى 5-3-2
في الدقائق الأخيرة أخرج هرفي رونار مهاجميه نواف العابد وفراس
البريقان وأقحم المدافع عبد الله العمري والمهاجم هيثم العسيري، فأصبح يلعب بستة
مدافعين وثلاثة لاعبين في الوسط ومهاجم واحد
وقد استمرت استماتة لاعبي المنتخب السعودي حتى الصافرة النهائية
للحكم، التي أعلنت عن فوز تاريخي، وأطلقت العنان لفرحة كبيرة في المدرجات