تمكن المنتخب التونسي من الفوز على نظيره الفرنسي بهدف دون مقابل، في المباراة التي جمعتهما زوال اليوم الأربعاء على ملعب المدينة التعليمية في الريان، لحساب الجولة الثالثة عن المجموعة الرابعة من كأس العالم الذي تحتضنه قطر إلى غاية 18 دجنبر المقبل.
وعلى الرغم من هذا الفوز إلى نسور قرطاج لم يتمكنوا من ضمان العبور إلى دور
ثمن النهائي لأول مرة في تاريخهم، وذلك بعد فوز أستراليا على الدنمارك في المباراة
الأخرى لحساب نفس المجموعة، ورفع رصيدها إلى ست نقاط مقابل أربعة فقط للمنتخب
التونسي الذي أنهى المنافسة في المركز الثالث.
مباراة بطولية لتونس
ظهر المنتخب التونسي بشكل مغاير تماما عن مباراته الأخيرة ضد أستراليا، حيث
أبان اللاعبون عن شراسة وقتالية في أرضية الميدان، وكانت المكافأة فوزا تاريخيا
على المنتخب الفرنسي، الثالث لهم في تاريخ مبارياتهم المونديالية.
دخل المدرب جلال القادري بخطة 3-4-3 التي لعب بها المباراة السابقة ضد
أستراليا، لكن مع بعض التغييرات على التركيبة البشرية الأساسية، بدخول غاندري مكان
برون في الدفاع وعلى مستوى الظهيرين الأيمن والأيسر بدخول علي معلول مكان العبدي
وكشريدة مكان دراغر، فيما غير الثلاثي الهجومي كاملا بالاعتماد على وهبي الخزري وسليمان
وبن رمضان مكان المساكني والجبالي والسليتي.
ومع عدم وجود ما تخسره
قبل الخروج المحتمل، لعبت تونس باندفاع كبير منذ البداية أمام فريق فرنسي مكون من اللاعبين
البدلاء، وقد تقدمت بهدف أول في أقل من 10 دقائق بعد تسديدة استثنائية من اللمسة
الأولى لنادر غندري انتهت في الشباك بعد ركلة حر، قبل ان يتم رفض الهدف بداعي
التسلل
سيطر المنتخب التونسي
بشكل مطلق على مجريات الشوط الأول، واستمر في خلق الفرص والتسديد نحو مرمى ستيف
مانداندا بجهود متتالية، وكان أفضلها هو إجبار وهبي خزري الحارس المخضرم على
التصدي لتسديدة مدوية بعيدة المدى، لينتهي الشوط الأول كما بدأ عليه.
في الشوط الثاني دخل
فريق جلال القادري بنفس الإصرار والعزيمة، توجهما وهبي الخزري بهدف رائع في
الدقيقة 58، بعدما تقدم من وسط الميدان وشق طريقه عبر الدفاع الفرنسي، قبل إسكان
الكرة في الزاوية اليمنى السفلية، معلنا عن الهدف الذي يعني التأهل لتونس إلى حدود
اللحظة.
بعد ذلك بدقيقتين غادر
مسجل الهدف التونسي وحل مكانه المهاجم عصام الجبالي، ثم أقدم المدير الفني جلال
القادري على تغييرين آخرين، الأول في الدقيقة 74 بدخول غيلان شعلالي مكان محمد بن
رمضان، والثاني في الدقيقة 83 بإشراك علي عبدي عوضا لأنيس سليمان، وقد تمكن النسور
من تسيير المباراة كما أرادوا حتى الصافرة النهائية للمقابلة، لكن صدمة نتيجة
المباراة الأخرى بفوز أستراليا أحبطت جميع آمالهم.
فرنسا بلاعبي الاحتياط تخلف الموعد
غير ديدييه ديشماب التشكيلة كاملة مع الاحتفاظ على لاعبين فقط شاركا
أساسيين في مباراة الدنمارك وهما تشواميني وفاران، مع تغيير الخطة من 4-2-1-3 إلى
4-1-2-3.
ظهر المنتخب الفرنسي بشكل ضعيف في الشوط الأول، ولم تكن له محاولات خطيرة،
اللهم تسديدة للمهاجم كينغسلي كومان ذهبت بجانب القائم الأيسر للحارس التونسي.
وعلى الرغم من الاستحواذ الطفيف على الكرة في الشوط الأول (57 بالمائة)،
إلا أن الديوك الفرنسية لم تصنع إلا محاولتين فقط طيلة 45 دقيقة وبدون أي تسديدة
مؤطرة.
على الرغم من إقحام
كيليان مبابي وأنطوان غريزمان وعثمان ديمبيلي، في الشوط الثاني بعد تلقي الهدف،
افتقر رجال ديدييه ديشان إلى الأفكار الإبداعية في الثلث الأخير.
ومع ذلك، فقد ارتفع
ريتم المقابلة شيئا ما في الدقائق الأخيرة حيث أبى الفرنسيون تلقي أول خسارة لهم في دور
المجموعات من 2010 والأولى منذ 2014 في جميع مباريات المونديال، واستطاعوا تسجيل هدف
في الدقيقة 98، لكن تدخل حكم
الفيديو المساعد حرم غريزمان وفرنسا من هدف التعادل.