منيت إسبانيا بهزيمة مفاجئة ضد المنتخب الياباني في مباراة الجولة الثالثة من المجموعة الخامسة لكأس العالم قطر، التي احتضنها ملعب خليفة الدولي في الدوحة، اليوم الخميس، وذلك بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد.
وفي الوقت الذي كان فيه المنتخب الإسباني بحاجة للتعادل فقط من أجل ضمان
صدارة المجموعة، تعرض لهزيمة غير متوقعة، خاصة بعد الأداء الخرافي في المباراة
الأولى والفوز على كوستاريكا بسبعة أهداف دون رد، ليكتفي بالمركز الثاني بفارق
الأهداف عن ألمانيا، ويضرب موعدا مع المنتخب المغربي في دور ثمن النهائي، فهل تعمد
فريق لويس إنريكي الخسارة من أجل مواجهة المغرب وتفادي مسار كرواتيا والبرازيل
والأرجنتين؟
في حال تصدر المنتخب الإسباني المجموعة الخامسة كان سيواجه في دور 16 نظيره
الكرواتي صاحب المركز الثاني في المجموعة السادسة، وفي ربع النهائي كان سيلتقي
حتما مع البرازيل ثم الأرجنتين في النصف النهائي، وقد كان على علم بذلك قبل بداية
مباراته ضد اليابان.
تقدم إسباني وريمونتادا يابانية أخرى
استحوذ المنتخب الإسباني كعادته بشكل مطلق على الكرة في جميع فترات
المقابلة (82%) مقابل (18%)، وقد كان
سباقا للتسجيل بعد مرور عشر دقائق فقط من رأسية للمهاجم موراتا، لكن المنتخب
الياباني كرر ما فعله ضد ألمانيا وفاجأ "لاروخا" بهدفين متتاليين مع
بداية الشوط الثاني (الدقيقة 48 والدقيقة 51)، وبفضل التنظيم الدفاعي المحكم
استطاع الحفاظ على هذه النتيجة حتى الصافرة النهائية للحكم.
دخل لويس إنريكي بنفس النهج التكتيكي 4-1-2-3 لكن مع بعض التغييرات في
التركيبة البشرية الأساسية، بعدما اعتمد على أليخاندرو بالدي في الظهير الأيسر
مكان ألبا الذي بدأ في المباراتين السابقتين، وأقحم سيزار أزبليكويتا في الظهير
الأيمن مكان داني كرفاخال الذي بدأ في المباراة الأخيرة ضد ألمانيا، كما أشرك
ألفارو موراتا ونيكو ويليامز في الهجوم منذ البداية بدل فيران توريس وأسينسيو.
أما المدرب الياباني فدخل بخطة 3-4-3، وأحدث خمسة تغييرات في التشكيلة
الأساسية، بإدخال تانيغوشي في الدفاع وآو تاناكا وهيديميسا موريتا في الوسط ثم
تاكفوسا كوبو ودايزن مايدا في الهجوم.
وع انطلاق الشوط الأول حاول المنتخب الياباني خلق كتلة دفاعية من أجل سد
جميع المنافذ على المنتخب الإسباني، وهو ما جعل إسبانيا تلجأ للعب على الأجنحة من
خلال العرضيات، آتت إداها أكلها في الدقيقة 11، بعد عرضية من ازبليكويتا أكملها
موراتا برأسية في المرمى.
وأكملت إسبانيا، التي دخلت بأصغر تشكيلة في المونديال، سيطرتها على أطوار
الشوط الأول بأسلوبها المعهود "التيكي-تاكا"، دون تلقي أي تسديدة مؤطرة
على مرماها.
بين الشوطين أجرى المنتخبان ثلاثة تغييرات، واحد من جانب إسبانيا واثنان من
جانب اليابان، حيث دخل داني كارفاخال مكان إزبليكويتا في التشكيلة الإسبانية، ودخل
كل من ريتسو دوان وكوارو ميتوما مكان كوبو وناغاتومي على التوالي من الجانب
الياباني، لتتحول خطة المدرب هاجيمي مورياسو إلى 4-4-2.
وبدأ المنتخب الياباني بضغط كبير في وسط ميدان إسبانيا، لينجح في التسجيل مرتين،
أولا بهدف التعادل بفضل تسديدة
قوية من خارج مربع العمليات للبديل ريتسو دوان، ثم ثانيا بواسطة آو تاناكا الذي
أكمل الكرة في الشباك الفارغة بعد الفوضى في منطقة الجزاء من لاروخا.
شكل الهدف الثاني صدمة
لمنتخب إسبانيا، ومع التعادل الذي حققته كوستاريكا ضد ألمانيا في نفس الوقت في
المباراة الأخرى، أدرك رفاق سيرخيو بوسكيتش أن هدفًا آخر لمنتخب أمريكا الوسطى
سيعني الخروج من البطولة تمامًا في تحول دراماتيكي، وهو ما جعل المدرب إنريكي يجري
عدة تغييرات هجومية من أجل العودة في النتيجة.
وقد كان على الإسبان أن
يقاتلوا بضراوة في الدقائق الأخيرة ضد فريق ياباني بحماس كبير للحفاظ على النتيجة،
ونجح في ذلك بالفعل بعد نهاية المباراة بفوز (2-1)، ليضمن المنتخبان معا التأهل
للمرحلة القادمة، اليابان كمتصدرة للمجموعة بست نقاط وإسبانيا كوصيفة بأربع نقاط
بفارق الأهداف عن ألمانيا التي ودعت رغم الفوز على كوستاريكا (4-2).