تغلبت الأرجنتين على فرنسا بالضربات الترجيحية، في مباراة مثيرة انتهى وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل ثلاثة أهداف في كل شبكة، لتفوز بلقبها العالمي الثالث، منهية انتظارا مؤلما دام 36 عاما للفوز بأعظم جوائز اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
وقد بلغ نهائي كأس
العالم قطر 2022، الذي كان ملعب لوسيل مسرحا له الأحد 18 نونبر، (بلغ) ذروة
الإثارة الكروية بين منتخبين قدما إحدى أجمل المباريات في تاريخ نهائيات
المونديال.
سيطرة أرجنتينية بالطول والعرض طيلة 70 دقيقة
دخل المدرب ليونيل
سكالوني بخطة 4-3-3 مع الاعتماد على نفس العناصر التي لعبت المباراة الماضية ض كرواتيا،
باستثناء عودة أنخيل ديماريا في الخط الأمامي.
من جانبه دخل ديدييه
ديشامب بنهج تكتيكي 4-2-1-3، في تشكيلة أساسية شهدت رجوع كل من أدريان رابيو
ودايوت أوباميكانو اللذان غابا عن مباراة نصف النهائي ضد المغرب.
سيطرت الأرجنتين
بالطول والعرض على مجريات اللعب منذ صافرة البداية، قبل أن يحظى ميسي بأول فرصة
ذهبية له في الأمسية، حيث تحمل المسؤولية من ركلة الجزاء في الدقيقة 23 دقيقة، بعد
أن تسبب عصمان ديمبيلي في عرقلة أنجيل دي ماريا داخل منطقة الجزاء.
وبعد أن نجح ميسي في
ترجمة ركلة الجزاء بنجاح، استمر الضغط الأرجنتيني على مرمى فرنسا التي بدت تائهة
في الميدان وخرجت الأمور عن سيطرتها خاصة في وسط الميدان، ما نتج عنه هدف ثان قبل
10 دقائق من نهاية الشوط الأول عبر هدف من هجمة مرتدة بمجهود جماعي مثالي.
وجاء الهدف بعد أن خطف
ميسي الكرة من رمية تماس لفرنسا في منتصف الميدان ووجد جوليان ألفاريز، الذي مرر بدوره إلى
أليكسيس ماك أليستر صاحب التمريرة الحاسمة لأنخيل ديماريا معلنا عن ثاني الأهداف.
قبل انقضاء الشوط
الأول أقدم ديدييه ديشامب على تغييرين، بإخراج كل من عصمان ديمبيلي وأوليفييه جيرو
وتعويضهما بماركوس تورام وكولو مواني.
وبدأ الشوط الثاني
بنفس السيطرة الأرجنتنية مع عدة هجمات كان لها الحارس لوريس بالمرصاد، وحال دون
توسيع الفارق للأرجنتينيين، لكن نقطة التحول كانت بين الدقيقة 65 و70، بعدما عمد
المدربان إلى إجراء بعض التغييرات، حيث أخرج سكالوني المهاجم أنخيل ديماريا الذي
كان نشيطا وأدخل مكانه ماركوس أكونيا، ورد عليه ديشامب بتغييرين، بإشراك كل من
كينغسلي كومان وإدوارد كامافينغا مكان أنطوان غريزمان وثيو هرنانديز على التوالي.
انتفاضة فرنسية في آخر عشر دقائق
ظهر المنتخب الفرنسي
بوجه مغاير بعد التغييرات الثلاثة التي أجراها مدربا الفريقين، بحيث قلت خطورة
الأرجنتين بخروج ديماريا، وانتعش خط الوسط الفرنسي، لتأتي الدقيقة 80 التي حازت
فيها فرنسا على ضربة جزاء نفذها كيليان مبابي بنجاح، ومنح بعض الأمل لزملائه، وهو
ما لم يتأخر كثيرا، اذ في غضون دقيقتين عاد نفس اللاعب لإدراك هدف التعادل بطريقة
رائعة.
وانتهى الوقت الأصلي لنهائي
كأس العالم بالتعادل ليمر الفريقان إلى الوقت الإضافي للمرة الرابعة في خمس نسخ الأخيرة،
وشهد الشوطان الإضافيان توترا كبيرا كما كان متوقعا، لكن الأرجنتين استعادت التقدم
عندما تسلل لاوتارو مارتينيز في منطقة العمليات وأطلق تصويبة من الزاوية اليمنى، ردها
لوريس في اتجاه ميسي الذي كان متمركزا في المكان المناسب وأكملها في المرمى.
وعادت فرنسا بعد ذلك
للهجوم في محاولة للعودة في النتيجة مجددا، وكان لها ذلك بعد نالت ضربة جزاء ثانية
من إثر لمسة يد من مونتيل داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 116 دقيقة، ليعادل مبابي
النتيجة وتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي، رغم أن كولو مواني أضاع هدف الخلاص
بعد انفراده بالحارس مارتنيز الذي تألق وأنقذ الأرجنتين من الخسارة في الوقت بدل
الضائع من الشوط الإضافي الثاني.
مارتنيز يتألق مرة أخرى في ضربات الترجيح
ذهب المنتخبان إلى
الضربات الترجيحية للحسم في نتيجة المباراة، وذلك لأول مرة منذ 16 سنة، حيث أن آخر
مباراة نهائية لكأس العالم خلصت بالضربات الترجيحية كانت في عام 2006، عندما هُزمت
فرنسا أمام إيطاليا، في مثل هذه الظروف، وكرر التاريخ نفسه عندما سجل مونتيل ركلة الفوز
على لوريس في المواجهة الحاسمة، بعدما أضاع لاعبان فرنسيان وسجل الأرجنتينيون جميع
ركلاتهم.