انتهت رحلة المنتخبين المغربي والكرواتي في مونديال قطر اليوم السبت، على أرضية ملعب خليفة الدولي، في مباراة الترتيب لتحديد صاحب المركز الثالث، والتي انتهت لصالح رفاق لوكا مودريتش بهدفين مقابل هدف واحد، لتحصد كرواتيا الميدالية البرونزية ويكتفي المغرب بمركز رابع، في مشوار أقل ما يمكن القول عنه أنه مشرف جدا.
اندفاع مغربي وانضباط كرواتي
لعب المنتخب المغربي بشكل مغاير عن المباريات السابقة، حيث ظهر أكثر
اندفاعا نحو مرمى الخصم وكان وراء خلق اللعب في الكثير من الفترات، في حين تميز
اللعب الكرواتي بانضباط تكتيكي عالي وواقعية أمام المرمى.
ودخل المدرب وليد الركراكي بخطة 4-3-3 مع بعض التغييرات في التركيبة
البشرية، مع دخول أشرف داري وجواد الياميق في قلب الدفاع، ويحيى عطية الله في
الظهير الأيسر، كما أعطى الفرصة لأول مرة للاعب الشاب بلال الخنوس في وسط الميدان
وزج باللاعب عبد الحميد الصابيري منذ البداية.
من جانبه غير زلاتكو داليتش من نهجه التكتيكي، واختار اللعب بخطة 3-5-2، في
ظل غياب بعض الركائز مثل الظهيرين يورانوفيتش وسوسا ومتوسط الميدان بروزوفيتش.
وعلى الخلاف المباراة التي جمعت الطرفين في دور المجموعات، كانت مباراة
اليوم مفتوحة أكثر وشهدت أهدافا منذ البداية، حيث تقدمت كرواتيا بضربة ثابتة تم تنفيذها بذكاء على رأس
إيفان بيريشيتش الذي حولها إلى زميله لجوشكو جفارديول معلنا أول أهداف اللقاء.
ورد المغرب على الفور من
ضربة ثابتة أخرى نفذها حكيم زياش ووصلت إلى أشرف داري بعض خطأ في التشتيت من ماثيو
كوفاسيتش، مما سمح للمدافع المغربي بتعديل النتيجة.
وبذل كلا الفريقين
الكثير من الجهود الهجومية طوال الشوط الأول، ولكن مع اقتراب نهايته، استعادت كرواتيا تقدمها، بعدما سدد ميسلاف
أورشيتش كرة لولبية من أول محاولة رائعة تجاوزت ياسين بونو الذي كان متقدما عن
مرماه، وتضرب القائم الأيسر ثم تدخل في الشباك.
سيطرت كرواتيا على
مجريات المباراة في الشوط الثاني، لكن مع اقتراب الوقت، ظل المنتخب المغربي يحاول
الضغط، لكن بدا جليا العياء على اللاعبين وتفاقمت مشاكلهم بتعرض قلبي الدفاع أشرف
داري وجواد اليميق للإصابة، غادرا على إثرها رقعة الميدان.
وقد سنحت فرصة خطيرة
للمغرب في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع بواسطة يوسف النصيري الذي ارتقى مرة أخرى
فوق الجميع وضرب برأسه الكر، لكنها ذهبت بفارق ضئيل فوق العارضة الأفقية.
وتمكنت كرواتيا من
انتزاع الفوز لتعادل ترتيبها في كأس العالم لعام 1998، بالمقابل وعلى الرغم من
الخسارة، يمكن لفريق وليد الركراكي أن يشعر بالفخر في المركز الرابع بشكل غير
مسبوق، متغلبًا على الصعاب بفوزه على ثلاثة من أفضل عشر دول في تصنيف "فيفا" العالمي.